الخديعة الكبرى –الجزء الثامن –

الخديعة الكبرى –الجزء الثامن –

  • الخديعة الكبرى –الجزء الثامن –

اخرى قبل 4 سنة

الخديعة الكبرى –الجزء الثامن –

المؤرخون الجدد

د.سالم سرية

مما لا شك فيه ان القتال على جبهة التاريخ الفلسطيني القديم لا تقل ضراوة عن القتال في الجبهات الاخرى ضد العدوالصهيوني الذي سلب ارضنا وشرد شعبنا.ويبدو ان هناك في الأفق فتحا جديدا في تاريخ فلسطين جاء ليصحح الكثير من المفاهيم والروايات التي رسخها المستشرقين في الوعي العربي والتي شوهت التاريخ الفلسطيني وزيفته بما يخدم الكيان الصهيوني وسردياته.ومن الرواد الأوائل لهذا الفتح كان المؤرخ كمال الصليبي في كتابه(التوراة جاءت من جزيرة العرب-عام1985وخفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل»، الذي صدر في العام 1988 وحروب داوود الذي صدر في العام 1990)وتوالت اصدارات الكتب منذ ذلك التاريخ وحتى الآن من قبل ( الباحث السوري أحمد داوود، في سلسلة كتب تحت عنوان سوريا وعودة الزمن العربي والباحث اللبناني فرج الله صالح ديب، في كتابه «حول أطروحات كمال الصليبي ــ التوراة في اللغة والتاريخ والثقافة الشعبية»، الذي صدر في العام1989 والتوراة العربية وأورشليم اليمنية»، الذي صدر في العام 1994 والباحث الفلسطيني زياد منىكتابه «جغرافية التوراة: مصر وبنو إسرائيل في عسير»، الذي صدر في العام 1994 وجغرافية العهد القديم بنو إسرائيل جغرافية الجذور»، الذي صدر في العام 1995والباحث المصري أحمد عيد، في كتابه «جغرافية التوراة في جزيرة الفراعنة»، الذي صدر في العام 1996 والباحث اليمني فضل عبد الله الجثام، ، في كتابه «الحضور اليماني في تاريخ الشرق الأدنى: سبر في التاريخ القديم»، الذي صدر في العام 1999. ويتوصل في بحثه الى أن أرض اليمن هي الحاضنة للتوراة. والباحث اللبناني، د. لطيف إلياس لطيف، في كتابه «لبنان التوراتي في اليمن»، الذي صدر في العام 2000. والباحث السعودي احمد القشاش في اطروحة دكتوراه نال عليها درجة الاستاذيه ومجموعة مؤلفات-12 كتابا –للباحث الفلسطيني احمد الدبش منذ 2004-2017ومجموعة مؤلفات للباحث العراقي فاضل الربيعي- 30 كتابا- ابرزها اربعة كتب (فلسطين المتخيله –جزئين واسطورة عبور الاردن وسقوط اريحا. والقدس ليست اورشليم )1

ان قطبي الرحى من هؤلاء المؤرخين هما الباحث العراقي فاضل الربيعي والباحث اللبناني كمال الصليبي.فقسم كبير من المؤرخين اعلاه انحازوا الى فاضل الربيعي وقسم قليل انحازوا الى كمال الصليبي .اما الهجوم والتسفيه على القطبين من المنظرين الاسلاميين فحدث ولا حرج .ودعنا نركز على اطروحات الربيعي التي اقامت الدنيا ولم تقعدها لانها شكلت صفعة موجعه للوعي السائد وبدت غريبة للوهلة الاولى حيث ترددت دارالفكر للنشر- دمشق في طباعة كتابه (فلسطين المتخيله) حيث تقول:توقفت الدار قبل ان توافق على نشر هذا الكتاب حتى جاء الرد بالموافقه من عالمين كبار متخصصين من اليمن هما حسين عبدالله العمري والدكتور يوسف عبدالله.)2

ان خلاصة ما يود قوله في فلسطين المتخيله المجلد الاول هو (ان ما يدعى جبل قدس لا صلة له بالقدس العربية التي لا توجد فوق جبل اصلا. وليس ثمة قدس-قدش واحدة في التوراة بل هناك ثلاثة اماكن تطلق عليها النصوص اسم قدس لا يتطابق أي منها مع وصف القدس العربية ولا وجود لجبل صهيون في فلسطين كما لا وجود لبنات صهيون هناك. وبرهنا ان التوراة –اصلا- لا تذكر اسم فلسطين .والى هذا كله برهنا ان القدس ليست اورشليم.واخيرا :كل ما ورد في التوراة من اسماء واحداث انما تخص –في الصميم-تاريخ اليمن وارضه وقبائله ولا صلة له بفلسطين لا من قريب ولا من بعيد .)3

ويتابع في المجلد الثاني قوله: (لقد كانت فلسطين ضحية لقراءة استشراقية افضت الى تخيلها كوطن تاريخي للاسرائيليين القدامى) قبل ان تصبح ضحية هوس استعماري.واليوم اذ ننزع عن هذه القراءة قشرتها الرقيقة والزائفة فان ما يبزغ او يمثل امام ابصارنا انما الفضيحة الاخلاقية كاملة.لقد نشرت القراءة الاستشراقية الخاطئة نوعا من الفوضى في احداث التاريخ يستحيل التخلص منها دون تصحيح الخطأ الذي قاد الى الفوضى نعني تخيل فلسطين .وتلك مهمة تتجاوز نطاق النظرية التي يطرحها هذا الكتاب للنقاش .)4

وفي كنابه : ( اسطورة عبور الاردن وسقوط اريحا) يطرح فاضل الربيعي نظرية مثيرة، تتطلب نقاشًا علميًّا رصينًا، ويمكن تلخيصها على النحو التالي :لم يعبر بنو إسرائيل نهر الأردن، ويوشع بن نون لم يفتح أريحا الفلسطينية قط. والتوراة لا تعرف مأدبا التي يزعم كثير من علماء الآثار أنها وردت فيها باسم (ميدب). وبكل يقين، لم يدخل الملك داود أورشليم وحصن بيت بوس من ضواحي دمشق - لأن جغرافية بلاد الشام- لا تعرف هذا الحصن الجبلي ولا وجود لبقايا لغوية أو أثرية تدلّ عليه، كما أن التوراة لا تعرف (أريحا والأردن) في صورتهما هذه، بل في صورة مختلفة كليّة ولها علاقة بجغرافية أخرى. وطبقًا لهذه النظرية التي يقدمها الربيعي يصل الباحث (الى عدة نتائج :

إن العبرانيين لم يعبروا نهر الأردن ولا توجد- بوجه الإطلاق- في التاريخ القديم حادثة من هذا النوع أن المقصود من (العبرانيين) و( بني إسرائيل) الإشارة إلى جماعتين بشريتين منفصلتين لا جماعة واحدة. إن مصطلح العبرانيين، يدّل على جماعات بشرية كبيرة لا جماعة واحدة، بينما يدّل اسم( بني إسرائيل) على جماعة قبلية صغيرة بعينها. وهذا التمييز هامٌ للغاية لفّك الإرتباط التعسفي الذي جمعهما، وأوحى لأجيال وأجيال من البشر، بأن الإسرائيليين أحفاد العبرانيين، وأن هؤلاء أخذوا من أجدادهم، لغتهم العبرية ( لسانهم القديم) الذي يعرفون به وفي إطار هذه الإلتباسات، حدث تكرّيس منهجي للدمج التعسفي بين العبرانيين وبني إسرائيل، وراجت أسطورة أن العبرانيين هم أبناء عابر، وإليهم تنسب اللغة العبرية. وفي سياق هذا الزعم شاع في مختلف الأوساط، حتى الأكاديمية والعلمية منها، القول أن يهود اليوم في العالم كله يتحدّرون من سلالة بني إسرائيل. ولذلك، حدث دمج جديد ومزيف يماثل بين القبيلة ( بنو إسرائيل) وبين معتنقي الديانة اليهودية؟ وبحيث صار كل منهما دالاً على الآخر، فعندما تقول( يهودي) يفهم من قولك، أنك تعني بني إسرائيل الذين ورد ذكرهم في التوراة والقرآن، وأن قولك ( بنو إسرائيل) يعني أنك تقصد اليهود بعامّة.إن علينا التمييز بدقة بين القبيلة والدين، كما نميزّ مثلاً، بين قريش والإسلام، إذ لا تدّل قريش بإطلاق على الإسلام، ولا يمكن الافتراض أن كل قرشي هو مسلم، أو أن كل مسلم هو من قريش. ولذلك، يجب أن نميّز بين بني إسرائيل واليهودية،: لقد ميزّ القرآن الكريم- كما فعل العرب في الجاهلية تماماً- بين اليهودية وبني إسرائيل، تمييزاً دقيقاً ، فاليهودية دين، وبنو إسرائيل قبيلة .إذ ليس كل من انتسب لبني إسرائيل هو يهودي، وليس كل يهودي هو من بني إسرائيل. إن اليهودية دين عربي قديم من ديانات العرب، بزغ فجرها في أوساط العرب الجنوبيين ( اليمنيين) ولم تكن ديناً غريباً، أو وافداً عليهم من خارج الجزيرة العربية .والتوراة كما عرفها العرب القدماء، كتاب ديني مقدس من كتبهم، يتضمن التشريعات الدينية والقصص والأخبار التي سجلها بنو إسرائيل.وأخبار الأولين من القبائل والجماعات التي يعرفها العرب، وبعض قبائلهم تنتسب إلى هذه الجماعات مثل السلف ( الشلف) وجشم، وعبد وسلمه وجبر إلخ…)5

والسؤال الذي يطرح نفسه :ما هو المنهج البحثي الذي اعتمده الربيعي واستغرق جهدا لسنوات عديده حتى توصل الى نظريته الاساسيه التي عبر عنها في كتبه الاربعه اعلاه والتي تقول ان كل احداث التوراة قد جرت في اليمن وهذا ما اثار صخبا وجدلا يتصاعد كل يوم في اوساط المؤرخين العرب .يقول الربيعي :انه استناداً إلى قراءتهِ للتوراةِ باللغةِ العبريةِ، (التي اتقنها )والاعتمادِ على مؤلفاتِ الهمداني، والمصادرِ العربيةِ القديمةِ، والاستعانةِ بالشعرِ العربي القديمِ.فقد وجد ان معظم المواقع الجغرافيا الواردة في التوراة انما هي مواقع يمنية زارها وشاهدها (مثل جبل القدس وجرش –بضم الجيم –وليس جرش بفتح الجيم الاردنية ويبوس غير يبوس السوريه وغيرها وغيرها الكثير الموثق بالخرائط في كتبه وكشف من خلال ترجمته ان اسماء هذه المدن والمواقع قد جيرها المستشرقون لتكون في فلسطين لتؤكد ان فلسطين هي ارض الميعاد وغيرها من الخرافات التي تستند اليها الايديولوجية الصهيونية واعتبر ان فك الاشتباك والاندماج بين المفاهيم(اليهودية وبنو اسرائيل واليهودية والعبرية ....واكذوبة صلة القرابة .....وغيرها الكثير الكثير من المفاهيم الملتبسه لغرض التضليل )هي مهمة المؤرخين الجدد لتصحيح التاريخ الفلسطيني القديم ) .ان من المهم جدا التذكير ان نظرية الربيعي لا تتقاطع عما ورد في القران الكريم وان مؤلفاته لا تتطرق الى مدينة القدس وتاريخها لان فضاء بحثه هو جغرافيا التوراة ليس الا .

الهوامش:

1- احمد الدبش https://www.aljazeera.net/blogs

2- فلسطين المتخيله –دمشق دار الفكر 2008 المجلد الاول ص9

3- المصدر السابق ص533

4- فلسطين المتخيله دمشق دار الفكر 2008 المجلد الثاني ص745

5- اسطورة عبور الاردن وسقوط اريحا- مقال للدكتور فاضل الربيعي في موقعه الثري بالمعلومات https://web.facebook.com/AlmfkrWalkatbAlrbyAldktwrFadlAlrbyy

ولقائاته المتلفزه في اليوتيوب

*في الصورة المرفقه بالمقال يقدم المناضل بكر ابو بكر كتاب (القدس ليست اورشليم) الى الرئيس محمود عباس ويؤيد اطروحات الربيعي لانه قد سمع من المرحوم ياسر عرفات قبل وفاته باشهر وفي اجتماع لمكتب التعبئة والتنظيم قوله انه قد شاهد هيكل سليمان في اليمن .

التعليقات على خبر: الخديعة الكبرى –الجزء الثامن –

حمل التطبيق الأن